رام الله ـ احمد رمضان
باريس ـ مراد مراد
أوكلت السلطات الاسرائيلية مهمة ادارة جزء من حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة الى منظمة "العاد" الاستيطانية المتطرفة التي تنشط من اجل تعزيز الوجود اليهودي في الاحياء العربية في المدينة.
واكدت منظمة "عير عميم" (مدينة الشعوب) الاسرائيلية غير الحكومية المناهضة للاستيطان ان القرار الذي اتخذ في "تكتم"، يشكل "انتهاكا فاضحا لقواعد الحوكمة وفي بعض الاحيان انتهاكا للقانون، في غياب قرار رسمي وعام تتخذه الحكومة او الكنيست، وبدون مناقشة او تحقيق او مناقشة عامة".
واعتبرت منظمة "عير عميم" ان حي سلوان "هو حجر الزاوية في مشروع كبير يهدف الى السيطرة على الاراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة القديمة وعزل المدينة القديمة عن النسيج الحضري في القدس الشرقية ووصلها بالتجمعات الاستيطانية اليهودية" في شمال شرق المدينة القديمة.
وجاء في تقرير نشرته الجمعية، ان البلدية تسعى الى السماح لليهود بالبناء في محيط تلك المنطقة. أضافت الجمعية انه تم نقل ملكية 14 عقارا في سلوان تبلغ مساحتها الاجمالية 28 دونما الى جهات يهودية من دون الحصول على موافقة المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية.
وبدورها اعتبرت بلدية القدس ان التقرير مليء بالاكاذيب والتفاصيل غير الدقيقة والمعطيات المضللة .اضافت ان الهدف من مشروع الحديقة الاثرية هو تحسين البنى التحتية والظروف المعيشية لسكان المنطقة. وشددت البلدية على انها لا تنوي هدم حي بأكمله وانما بعض المباني التي تم تشييدها بخلاف القانون. ووصفت ما جاء في التقرير حول السماح لليهود لوحدهم بالبناء في تلك المنطقة بالادعاء المثير للسخرية.
وفي سياق متصل، ندد الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية بمحاولات اليهود المتطرفين المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك الرامية الى الاستيلاء عليه وهدمه واقامة الهيكل الثالث مكانه. أضاف الشيخ حسين أن حراس المسجد الأقصى والمصلين فيه وسكان القدس سيتصدون بكل قواهم لمحاولة اقتحام المسجد من قبل متطرفين يهود في التاسع من شهر آب (اغسطس) المقبل، وسيحمون المسجد المبارك وسيمنعون قطعان المستوطنين من المساس به او دخوله.
وأوضح مفتي القدس أن المحاولات الإسرائيلية لاقتحام الأقصى لا تنتهي وتتكرر بصورة دائمة بهدف المساس بمشاعر المسلمين، وبقدسية المسجد، مضيفاً أن هذه المحاولات تثير غضب الفلسطينيين والمسلمين.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال كشفت نية المئات من ناشطي اليمين المتطرف اقتحام الحرم القدسي والمسجد الأقصى في التاسع من آب (اغسطس) المقبل في خطوة تحدي للإدارة الأميركية برئاسة باراك اوباما.
وعلمت إذاعة الجيش ان المئات من ناشطي اليمين يعدون أنفسهم للتواجد على بوابات المدينة القديمة والشوارع المؤدية للحرم القدسي لإجراء شعائرهم الدينية.
يذكر ان اليهود المتدينين يحيون التساع من اب (اغسطس) اعتقادا منهم بأنه إذا لم يلتزم اليهود ببناء الهيكل المزعوم (على أنقاض المسجد الأقصى، فان الله لن يغفر لهم"، ذلك انهم يعتقدون أن هدم الهيكل على يد الحاكم الروماني طيطس عام 70م تم في شهر آب (اغسطس) وبالتحديد في اليوم التاسع منه بحسب التقويم العبري، حيث يقام في هذا اليوم ما يسمى "عيد الشنوعوت"، فيعلن الحداد لدى اليهود ويتجهون إلى حائط البراق "المبكى" ويبكون بقربه على هيكلهم المزعوم. وقد اعتبرت الحاخامية اليهودية هذا اليوم هو الذكرى السنوية لهدم هيكل سليمان وبالتالي كرس كيوم صيام لدى كافة اليهود، حيث يجددون العزم فيه على هدم المسجد الأقصى لإعادة بناء هيكلهم مكانه.
الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس 14 فلسطينياً في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، كما قامت بدهم اقتحام عدد من البلدات والقرى خاصة في محافظة الخليل. كما قامت قوات الاحتلال باعتقال أحد لاعبي المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم على معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال على معبر بيت حانون اعتقلت محمود السلفت لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم وذلك أثناء زيارته لقطاع غزة قادماً من الضفة الغربية حيث يقطن هناك.
يشار إلى أنه لا يمكن لأي شخص الوصول إلى معبر بيت حانون ألا بعد عمل تنسيق مسبق مع قوات الاحتلال وأخذ الموافقة على ذلك.
وجددت فرنسا امس امام السفير الاسرائيلي لديها مطالبتها السلطات الاسرائيلية بوقف فوري للاستيطان وتسهيل حركة المرور وحرية التنقل في غزة. وحضر السفير الاسرائيلي دانيال شك صباح امس الى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس بعد يومين على استدعائه من قبل السلطات الفرنسية للاحتجاج على استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.
وصرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه انه "كما اعلن الوزير كوشنير اول من امس (عن استدعاء سفير اسرائيل)، فإن السفير الاسرائيلي في فرنسا حضر الى وزارة الخارجية هذا الصباح (امس) وذكره مدير الشؤون السياسية بموقفنا حول الاستيطان وحرية التنقل (في غزة)".
واوضح شوفالييه "طالبنا بتجميد فوري للاستيطان بما في ذلك القدس الشرقية، لأن هذا التجميد ضروري لحماية حل الدولتين ومهم لاستئناف المفاوضات بين الطرفين على اساس موثوق به"، وشدد الديبلوماسي الفرنسي على ان "جميع الاطراف يجب ان تحترم الالتزامات التي نصت عليها خارطة الطريق".
اضاف شوفالييه "اما في ما يتعلق بتسهيل المرور وحرية التنقل ولا سيما في قطاع غزة فقد شددنا على ان الوضع لا يمكن ان يبقى على هذه الحالة. يجب على اسرائيل اعادة فتح نقاط العبور الى غزة بشكل منتظم بما يسمح باعادة اعمار غزة والعودة الى الحياة الطبيعية".
وختم الناطق باسم الخارجية الفرنسية "اللقاء (بالسفير الاسرائيلي) شكل ايضا فرصة للتعبير عن قلقنا ازاء صعوبات التنقل التي يواجهها عدد من ديبلوماسيينا في الاراضي الفلسطينية منذ اشهر، ووجوب ان تحترم قوات الامن الاسرائيلية القانون الدولي الذي ينطبق على البعثات الديبلوماسية والقنصلية".