لماذا يا وليد بك؟

أهي استماتة للعودة الى الوراء؟ أم هي محاولة للنفاذ الى الامام؟ أم ربما هي زلة لسان كما عهدنا زلات اللسان؟
لماذا يا وليد بك؟ لماذا العودة الى التقوقع؟ لماذا العودة الى التبعية؟ لماذا التنصل من حركة النضال الوطني التي قدتها طوال السنوات الخمس الماضية ؟
ألم تحذر من العودة الى الوراء دهرا؟
وتقول فلنعد الى اليسار، عن اي يسار تتحدث؟ إن من صنع اليسار لا يسعى للعودة اليه، فلا يمين ولا يسار .. الأفضل أن نسير الى الأمام، الى حيث يجب ان نكون.
كفانا نحن الدروز تقوقعا ... كفانا انعتاقا في اشتراكية لا تمت الى العلمنة بصلة، اشتراكية رسمناها على مقاسنا، وتعود الى التحدث عن النتاج الطائفي الذي يجب ان نتخلص منه، تعود لتنادي بالعروبة وبفلسطين القضية.
لطالما بررنا تصاريحك النارية وزلات اللسان وبررتها معنا. لطالما اعتذرت وقبلوا اعتذارك ونحن بالطبع قبلناه لأننا احببناك واحببنا فيك الزعيم الوطني.
الاكثرية التي تتهرب منها اليوم هي اكثرية كرّسها جمهور 14 آذار وراهن عليها ولا يزال. هذه الاكثرية التي اعتبرت انها خاضت معركة الانتخابات النيابية بطابع قبلي هي نتاج التحرر من القبلية والمذهبية والطائفية. هذه اكثرية ارتضيناها نحن جميعا ونتمسك بها حتى الرمق الأخير لأنها لطخت بدماء شهداء الاستقلال من رياض الصلح الى كمال جنبلاط ورينيه معوض ورفيق الحريري وسائر الشهداء رحمهم الله جميعا.
هذه الاكثرية نعم حملت شعار لبنان اولا في اليوم الكبير يوم 14 آذار ... كي لا تنسى ولا ننسى فقد كنا هناك مسيحيين ومسلمين ننادي بصوت واحد ونطالب بالحقيقة والعدالة، والآن وقد باتت الحقيقة امرا واقعا والعدالة على قاب قوسين هل من حق واحد منا ان يستهتر بنتاج نضال وطني كبير ويقول ان تحالفه مع قوى 14 آذار كان بحكم الضرورة ويجب الا يستمر؟.
نحن اهل العروبة وفلسطين قضيتنا المركزية وعداؤنا لاسرائيل لا يزايد علينا احد به، وان كان بيننا من لا يحمل العداوة لاسرائيل فليخرج هو من صفوف 14 آذار وليس نحن، ولو انني أكاد أجزم ان أركان 14 آذار وقواعدها وجماهيرها باتت تعي تماما اهمية رفع شعار العروبة والقضية الفلسطينية.
العلاقات المميزة مع سوريا يسعى اليها الجميع في 14 آذار، وان يزايد بعضنا على بعض في هذه المسألة أمر يعيدنا عشر سنوات الى الوراء، حين كنا نتنافس على من سيستخدم عبارة وحدة المسار والمصير ويعطيها أبعادا أقوى، حين كنا نتنافس على من يضرب الرقم القياسي في تعبيد طريق الشام وفي تقديم الهدايا الى المسؤولين هناك.
نعم الشعب اللبناني والشعب السوري لديهما تاريخ مشترك من النضال ضد الاستعمار. نعم سوريا وقفت الى جانب لبنان في احلك الظروف، كما وقفت الى جانب الموحدين الدروز مرارا وتكرارا، علّها البلد الوحيد الذي لا يزال يحتضن هذه الطائفة الصغيرة والتي تكاد تندثر .
نعم لبنان لم يتردد في الوقوف الى جانب سوريا ويرفض العقوبات التي تفرض عليها اليوم، ولكن هذا لا يعني ان ننسى حقيقة اننا كلبنانيين نجحنا خلال السنوات الخمس الماضية في ان نكون كلنا للوطن لا ان نكون كلنا للطائفة، في ان نحمل شعارا واحدا ويجمعنا هدف نبيل، نجحنا كلبنانيين في تخطي التبعية ودخلنا في سن الرشد، ولو اننا انزلقنا احيانا في بذور الفتنة نتيجة المصاعب التي ألمت بنا ونتيجة تصريحات غير مدروسة لأقطاب في الأكثرية كما في الأقلية.. دفع اللبناني ثمنها غاليا فكان ما كان في السابع من أيار الذي سيأبى التاريخ الا ان يسطره يوما أسود على جبين الوطن.
المعلم الشهيد كمال جنبلاط قالها "الحياة للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء" ونحن كنا دائما نتماهى بفكره القومي كونه كان الحكيم والمفكر والسياسي العارف. وهكذا عهدناك يا وليد بك، فالطريق الى دمشق لا تمر بالضرورة على حساب الحلفاء في 14 آذار، ولا على حساب جمهور 14 آذار الذي ولو تنكرتم جميعا له فهو لن يتنكر لكم، وسيبقى يعزي نفسه بالانجازات التي أحرزها طوال السنين الماضية، ويبكي على اطلال حركة تغييرية مرت من لبنان.
() اعلامية