أرشيف الأخبار

سامر الحسيني
البقاع :
يدخل النائب الدكتور طوني ابو خاطر الندوة البرلمانية قادما من بلدة تربل، التي تتوسط سهل البقاع، كاسرا معادلة تاريخية زحلية، حرمت في الفترة الماضية فكرة الترشيح لأي من المرشحين الكاثوليك من خارج المدينة.
يصف فوزه بالانتصار لمفهوم الانفتاح والتواصل ما بين عروس البقاع والسهل الحاضن لهذه المدينة، مزهوا بعمله في المجتمع الاهلي والمدني، ويشعر انه استحق ان يكون نائبا كاثوليكيا عن عاصمة الكثلكة التي اقترعت، له وصمت آذانها عن كل الضجيج السياسي والانتخابي، بتهمة كونه من خارج المدينة، مؤكدا سقوط نظرية التقوقع في مدينة منفتحة على محيطها.
يرفض ابو خاطر، وهو واحد من العائلات السياسية الكاثوليكية في لبنان، فوزه النيابي، في إطار وخانة التاريخ الكبير لعائلته في المجال السياسي اللبناني، فبرغم افتخاره واعتزازه بالدور السياسي الكبير الذي لعبته عائلة ابو خاطر في السياسة اللبنانية، يؤكد على عدم ايمانه بالسياسة المبنية على تاريخ وامجــاد عائلية، لانه لا ينفع ان يكون منطلقاً للعمل السـياسي، إنما المــنطلق والدافع هو السياسة النابــعة من تفاعل مع المجتمع الأهلي والمدني.
ولد النائب الدكتور خاطر في بلدة تربل العام 1956، وهو متأهل من غلوريا جورج ابو خاطر ولهما اربعة اولاد.
تنقلت دراسته الابتدائية والثانوية، التي يصفها بالحازمة والصارمة ما بين الكلية الشرقية وأكليريكية الآباء البيض (القديسة حنة) ومدرسة مار يوسف عينطورة.
لم تشكل الدراسة الجامعية الأولى في الطب العام في رومانيا التي استكملت بالتخصص في الأمراض الجلدية متخرجاً من جامعة مونبيليه الفرنسية، مانعاً امام ما يسميه ابو خاطر ولع وشغف ابن السهل للقطاع الزراعي، فإلى جانب مزاولته مهنة الطب ومشاركته في تأسيس مستشفى الخوري العام في زحلة، واستحداثه اول قسم جراحة القلب وغسيل الكلى في البقاع، بقي الدكتور اسير هيامه بالزراعة، فوالده مخايل ابو خاطر من ابرز مؤسسي التعاونيات والنقابات الزراعية في البقاع، خصوصا البطاطا، هذا التعلق بالزراعة دفع ابو خاطر الى اهتمامه بزراعة الكرمة التي يسعى الى زيادة مساحتها الزراعية وتطوير نوعيتها وفق ما يتناسب مع التصدير الخارجي مع الكثير من الخبراء الزراعيين.
الإطلالة السياسية الأولى للنائب ابو خاطر كانت في انتخابات العام 1996، ترشح منفرداً في وجه ما عرف آنذاك المحدلة التي ضمت لائحة واحدة لكل نواب البقاع من بعلبك الى راشيا، مرورا بزحلة، وأتى هذا الترشيح تعبيراً عن الشعور بالغبن الذي لحق ارادة الناخبين وفق ما يقول ابو خاطر الذي نال اكثر من اربعين الف صوت.
بعد الاستراحة عن الترشح في انتخابات العام 2000، عاود الدكتور ابو خاطر ترشحه منفرداً في العام 2005 ونال اكثر من عشرة آلاف صوت، أهّلته ليكون مرشحاً قوياً في لائحة قوى الرابع عشر في الانتخابات الاخيرة، ضمن عداد لائحة زحلة بالقلب التي يصر على التمسك بها واعتبارها الكتلة الطبــيعية لنواب زحلة الحاليين، مؤكداً على استقلاليته النــيابية، التي لا تمانع في الالتقاء مع اي فريق من افرقاء قوى الرابع عشر من آذار، خصوصاً «القوات اللبنانية» التي تشــكل أحد أبرز القوى الســياسية في هذا الفريق، لما تشكله من قوة شعبية ونبض الشارع الزحلي.