ببنين تواجه تلوث المياه بتعاون فريق "الأميركية" والبلدية

بحضور عدد من الفعاليات الطبية والاجتماعية والصحية تم في قصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ببنين استعراض نتائج الدراسة التي قام بها أخصائيون من الجامعة الأميركية في بيروت - كلية الصحة العامة لمصادر المياه في ببنين بالتعاون مع البلدية والتي استمرت لمدة خمس سنوات من الدراسات الدورية لمصادر المياه والينابيع في أكبر بلدة عكارية.
اشتملت الدراسة على اخذ عينات من المياه من نبع ببنين الذي يغذي نصف المنازل في البلدة، ومن عشرين مصدر للمياه منذ عام 2005 من بينها آبار وخزانات وينابيع، حيث تم تحليل عينات لتقييم التلوث الجرثومي.
المصري
وتحدث رئيس بلدية ببنين الدكتور هيثم المصري فأشار الى "انخفاض كبير في مستوى الأمراض الجرثومية من الصفيرة إلى حالات الاسهال والاستفراغ بنسب مهمة بعد البدء بالدراسة وتحديد المشاكل والمسببات، ومعالجة البلدية لها وفق الأولويات، جراء وضع فلاتر ومتابعة دقيقة لحالة المياه في مصادرها".
اضاف: "لقد انطلقت فكرة العمل بعد الموجات المتتابعة من الامراض المنتقلة عبر المياه خصوصا الاسهالات الحادة والصفيرة. حيث بدأنا بعدها بدراسات في عدة نقاط في مراكز ومصادر للمياه من ينابيع وآبار ومكان وصول المياه اي إلى الشبكات في عدة مناطق حيث كانت تتم الدراسة شهريا، وعملنا على ابعاد الجور الصحية عن مصادر المياه في المناطق الأكثر تلوثا كي نتخلص من الحفر الصحية في مراحل لاحقة وانجاز صرف صحي سليم في عدة مناطق والآن أصبحنا في النهاية تقريبا".
وقال: "لقد حددنا الأولوية في مجال المياه استنادا الى هذه الدراسات التي كانت تقدمها لنا الجامعة الاميركية، وخلال خمس سنوات انجزنا 90% من عزل الجور التي كانت تلوث مصادر المياه في منطقة ببنين، وفي نهاية السنة نأمل الانتهاء من هذا الموضوع نهائياً، كما ان موجات الاسهالات الحادة التي كنا نشاهدها كل صيف تقريباً خفت الى درجة كبيرة، فالموجات الكبيرة القديمة تراجعت عما قبل وذلك بفضل هذه الدراسة.
نويهض
ثم استعرض المشرف على الدراسة الدكتور ايمان نويهض نتائج الدراسة والمراحل التي مرت بها، مشيرا الى أن" هذه التجربة هي دراسة من نوع مختلف وفريد، لأنها تبين العلاقة بين مركز أكاديمي وجامعي وبين بلدة محرومة نسبياً في لبنان، كما أن هذه الدراسة بنت شراكة وتعاوناً بين المجلس البلدي السابق والحالي، حيث تم الالتزام بالممثل الإداري المحلي عندما تم انتخاب مجلس بلدي جديد، كما أن اختيار اللجنة الاستشارية جاء لتضم هذه اللجنة أخصائيين من البلدة، حيث تم الاعتماد على اللجنة وأشخاص من البلدة في جميع النشاطات، وتم الوصول إلى كافة الفاعلين في البلدة عبر اجتماعات مصغرة مع نساء ورجال، واجتماعات مع نساء ببنين، ووجود أخصائي دائم ومراقب ومتابع في البلدة وهي الأخصائية هند فرح، كما استطعنا توصيل صوت البلدة حيث كانت تئن وتعاني من تلوث المياه".
وقال: "استندت الدراسات إلى دور للمدارس والفئات العمرية المختلفة حيث أقيم العديد من المحاضرات البيئية، كما تمت محاولة تعاون مع المراكز الصحية، وحاولنا إلى جانب المعلومات، وضع اليد على بعض آليات العمل، من خلال المنشور الذي تم توزيعه في أول دراسة والذي لخص بعض الدراسات والاحصاءات من مسح 2005، إلى الكتيب الذي يحمل لمحة عامة عن ببنين والفكرة لتسهيل العمل أمام جمعيات تود القيام بدراسات مشابهة، كما تم وضع الخريطة الرقمية التي ستكون أول خريطة رقمية في لبنان عن بلدة واحدة، وتم وضع فيلتر في الشرقية وآخر لنبع ببنين" .
وأشار إلى أن "الدراسة بدأت بتمويل من منظمة كندية ونحن نطالب باستمرار هذا المشروع".
واشار الى "اتجاهين نستطيع الشروع بهما، الاستمرار بالجانب العلمي البحثي وذلك كسلاح قوي إذا استخدم بالطريقة الصحيحة، وبهذه الحال يجب الحصول على دعم مؤسسة علمية. والعمل الميداني التدريبي التثقيفي لبناء القدرات، وهذه يمكن ان تقوم بها جمعيات على صعيد وطني ومحلي".
حبيب
بدورها قالت الدكتورة ريما حبيب: "باشرنا بهذه الدراسة عام 2004 لمعرفة نوعية المياه في ببنين وتأثيرها على الصحة العامة وعلى كل الأمور المتعلقة بالمياه من الاسهال الى التيفوئيد الى كل الأمراض المختلفة التي تتسبب بها المياه الملوثة.واليوم اتينا لاستعراض نتائج الدراسة ونحاضر عن مسار هذه الدراسة بالتعاون مع بلدية واهل ببنين وهي الممولة من المركز الدولي للدراسات والتطوير، لقد لقينا التعاون والتجاوب من البلدية برئيسها السابق والحالي ولولا تعاونهم لم نستطع تحقيق النتائج المرجوة، لأنها تستند الى التعاون مع المجتمع المحلي وتلبية حاجاته".
نتائج الدراسة
بينت الدراسة التي تم توزيعها بشأن نوعية المياه بعد أخذ عينات، أن نتائج التحليل لنبع ببنين مقبولة، ولنفس النبع قبل الوصول إلى الخزان من القاطع الشرقي، والمفجر معظمها غير مقبولة. أما بشأن الآبار كآبار الزاروب، والبستان الكبير، الحميرة، القاطع، طفلح، الشرقية، فمعظمها غير مقبولة، وكذلك الفتونة، والحريق، مع التأكيد أن الوضع في طور المعالجة وأخذت عام 2005، وفي عام 2007 تم تحليل عينات من مياه الشرب أخذت من 423 منزلاً في مختلف الأحياء في ببنين حيث تبين وجود تلوث (أي أكثر من صفر أحياء قولونية برازية) في 84% من العينات وقد تم تركيب فيلتر للمياه في خزان حي الشرقية يشرب منه قرابة 140 منزلاً.
أما بالنسبة لشبكة الري فأكدت الدراسة أنها تروي بلدات المحمرة، وادي الجاموس ودير دلوم، وقبة بشمرا، العمارة، وببنين والتي ترتوي من شبكة ري مياه البارد، وتمر الشبكة الرئيسية في ببنين عبر حي النجمة والبحصة والحريق ولها فروع داخلية في الفتونة والعبدة والنجمة والبحصة والحريق، وأظهرت نتائج التحليل وجود تلوث جرثومي عال فيها وتزيد نسب التلوث كلما تقدمت المياه أكثر في القناة باتجاه وادي الجاموس، وتدخل مياه الري إلى منطقة ببنين ملوثة من البلدة السابقة وتتلوث أكثر خلال مرورها في ببنين من الصرف الصحي والنفايات الصلبة.
أما بشأن شبكة الصرف الصحي فهي تغطي قرابة 75% من المساكن وتصب الشبكة في البحر عبر قنوات مغطاة، وما زالت بعض المنازل تستخدم الحفر الصحية والبعض الآخر يمد أنابيب الصرف الصحي مباشرة على شبكة الري، وقد عملت البلدية على حل هذه المشكلة بتحويل قرابة 150 منزلاً من قناة الري إلى شبكة الصرف الصحي.