ناشط يهودي أميركي ينظّم رحلات تضامن مع غزة آدم شابيرو: سياسة بلادي ظالمة للفلسطينيين

ان يتضامن عربي مع الشعب الفلسطيني في غزة يبقى امراً مقبولاً، لكن ان ينظم يهودي اميركي رحلات تضامنية من قبرص الى القطاع المحاصر منذ اكثر من ثلاثة اعوام، ففي الامر ما يستحق التوقف عنده.
آدم شابيرو الاميركي اليهودي يحمل في قلبه حباً لفلسطين ولبنان والعراق يفوق باضعاف حجم المآسي التي خلفتها سياسة بلاده في هذه الدول، فهو يعتبر ان من واجبه مساعدة اللاجئين في افغانستان ودارفور وفلسطين والتضامن مع الجنوبيين خلال عدوان تموز 2006 لانه "اميركي يدفع الضرائب لادارته ولا يوافق على سياستها الخارجية". لكن نشاط شابيرو لا يقتصر على ذلك، فوالدته نظمت عام 2003 رحلة لـ14 امرأة اميركية جلهن من اليهوديات الى فلسطين، والمفارقة ان احداهن من الناجيات من محرقة الهولوكوست النازية.
شابيرو زار "النهار" امس وخصّها بمقابلة عرض فيها الصعوبات التي تواجه حملة "حركة غزة الحرة"، ورافقته الناشطة في الحركة هويدا عراف. وهنا نص الحوار.
• لماذا تتضامن مع غزة وانت اميركي ويهودي؟
- صحيح انني اميركي من عائلة يهودية، لكن من واجبي التضامن مع غزة لرفع الحصار عن شعبها واظهار جرائم اسرائيل، ولان للفلسطينيين حقوقاً كسائر البشر، والمساعدات التي نحاول ايصالها الى غزة ليست هدفنا الاساسي، انما نريد ان يعرف العالم بأسره ان ما تقوم به اسرائيل مخالف للقانون الدولي.
• متى انطلقت اول رحلة تضامنية الى غزة؟
- في آب الفائت، وكان على متنها 43 شخصا من 17 دولة. وفي 30 كانون الأول من العام الفائت، بعد ثلاثة ايام على بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع، انطلقت سفينتنا من قبرص وعلى متنها اكثر من 25 شخصا من دول اوروبية وعربية عدة، وكذلك حملنا ثلاثة اطنان من الادوية، واللافت ان عددا من البرلمانيين شاركنا في الرحلة، لكن البحرية الاسرائيلية حاصرتنا ونحن قبالة المياه الاقليمية الفلسطينية وصدمت السفينة احدى البوارج الاسرائيلية، مما احدث اضرارا جسيمة تسببت بدخول المياه غرفة القيادة، وبعدها اجبرتنا الزوارق الاسرائيلية على المغادرة والابحار في اتجاه مدينة صور.
ليس لشابيرو مكان دائم للاقامة، فهو متنقل بين دول العالم ويتخذ من قبرص مكاناً للاقامة شبه الدائمة، وهو مخرج أفلام وثائقية، وانتج اخيرا فيلما عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في العالم تحت عنوان "سيرة لاجىء" تدور احداثه في مخيمات اللاجئين في فلسطين ودول الشتات. وسبق له ان اقام في فلسطين عندما اندلعت حوادث الانتفاضة الثانية عام 2000 وعايش الظروف الصعبة للفلسطينيين عامذاك. ويقول: "وضع فلسطين مأسوي، وخصوصا في غزة، فالمستشفيات في حاجة الى الادوية والمعدات الطبية، ولا كهرباء ومياه. والسيئ في الامر ان هناك مرضى سرطان لا يستطيعون متابعة علاجهم، وتوفي منهم 300 شخص العام الفائت، ولا اعرف كيف تقفل مصر معبر رفح وتمنع المرضى من العبور، ولكن ما يجب التوقف عنده ان حفيد الرئيس المصري حسني مبارك اصيب قبل وفاته، فنقلته المروحيات العسكرية الى المستشفى، في الوقت الذي يمنع فيه المرضى الفلسطينيون من دخول مصر او مغادرة القطاع".

الاعتقال خلال الرحلة
عام 2008 نظمت الحركة رحلة تحت شعار "روح الانسانية"، وكان على متن السفينة 21 شخصا من 11 دولة اوروبية ووفد من البحرين، وعضو سابقة في الكونغرس الاميركي حائزة جائزة نوبل للسلام عام 1977 هي الايرلندية ماريد مغواير. وقبل وصول السفينة الى غزة اقتربت منها زوارق اسرائيلية وحذرت قبطانها من الابحار الى غزة وطلبت منه العودة، باعتبار ان المنطقة التي يقصدها مغلقة. وبدات حملة تشويش على اجهزة الرادار. وبعد خمس ساعات حاصرت القوات البحرية الاسرائيلية السفينة، ثم صعد اليها الجنود وصادروا الكاميرات واشرطة التصوير واقتادوا الاجانب الى سجن الرملة تمهيدا لترحيلهم. وبعد ثلاثة ايام من توقيف اعضاء الحملة عمدت السلطات الاسرائيلية الى ترحيلهم الى دولهم وحذرت شابيرو من العودة الى غزة.
واليوم يأمل شابيرو ان تنطلق الرحلة التاسعة الى غزة قريباً وان يشارك فيها عدد اكبر من الناشطين، ويدعو مناصري الانسانية الى دعم "حركة غزة الحرة" خصوصا ان الرحلة المقبلة قد تضم ثلاث سفن، واحدة منها مخصصة لنقل المساعدات. وتعكف الحركة اليوم على جمع التبرعات من اجل انجاح رحلتها التاسعة، وتأمل من رجال الاعمال والجمعيات في مساعدتها والمشاركة في رحلة كسر الحصار عن غزة.
وتوجه شابيرو والناشطة الفلسطينية عراف بنداء الى الفنانين العرب واللبنانيين وخصوصا زياد الرحباني للمشاركة في الرحلة المقبلة، وتذكر بموقعها على الانترنت:
Freegaza.org