شكلت ذكرى الشهداء السريان مناسبة لرفع العتب على "النظام السياسي اللبناني الذي يغيبنا، يهمشنا، يغتالنا من جديد"، وللتذكير بحقوق ابناء الطائفة. وتعالت اصوات طالبت بانصاف السريان في الحكومة المقبلة.
أحيت "الرابطة السريانية" الذكرى في قداس في كنيسة مار يعقوب السروجي في السبتية، ترأسه راعي ابرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، وشارك فيه الوزير يوسف تقلا ممثلا رئيس الجمهورية، النائب نبيل نقولا ممثلا رئيس مجلس النواب، المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال، الوزير السابق ناجي البستاني، العقيد ايليا بطرس ممثلا قائد الجيش، وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية.
وألقى المطران صليبا كلمة دعا فيها الى ان "نتحمل الشهادة من اجل المبادىء المقدسة ومبادىء الاوطان بأنظمتها، بما ترجوه لنفسها وللمواطنين". واكد "اننا شهود ونشهد للكلمة. وبفضل ايماننا، نتمسك بوحدة الوطن لبنان. وحب لبنان لا ينافسه حب في الدنيا. لهذا اقبل العديد منا على الشهادة من اجل حب لبنان".
وقال رئيس الرابطة حبيب افرام: "مهما حاول بعضهم سرقة النضال والمناسبة، وسكت من يجب أن يحزم، لبنان مسقط قلبنا. وعلى رغم ذلك، هو نظام سياسي لبناني يغيبنا، يهمشنا، يغتالنا من جديد، يلغينا في انتخاباته النيابية، يصنفنا أقليات مسيحية، 6 طوائف شقيقة، يذبحنا في الادارة، كأن ابناءنا مواطنون بلا حقوق لا تليق بهم الوظائف والمديريات والمجالس. انها عنصرية لا يمكن أن نقبل بها. هو نظام لم ينصفنا منذ الاستقلال في التمثيل في اي وزارة. لماذا؟ هل نحن اقل مواطنية ام عطاء ام وعيا ام حضورا".
اضاف: "نعرف ان عقدا كثيرة ومطبات عدة ومشاكل متنوعة تنتظر تشكيل الحكومة، لكن كل هذا لا يعفي احدا من مسؤوليته تجاهنا. ونسأل من معنا ومن مع حقوقنا؟ من سيقف مع مطالبنا؟ من سيقول علنًا نحن مع تمثيل الاقليات المسيحية في الوزارة؟ نحن مع 3 نواب على الاقل للاقليات. نحن مع تعزيز حضور ابناء هذه الطوائف في الادارة اللبنانية. ما أهون ان نحب لبنان ونعطيه. وما أصعب أن يعترف النظام السياسي اللبناني بأبنائه وحقوقهم".
وشدد على "اننا لن نبقى أيتام النظام. ولن نسكت عن حقنا، طالما أن الطائفية والمذهبية تحركان الدولة". وطالب بان "يبدأوا بإنصافنا في الحكومة".
وقدم افرام درعا تكريمية الى "المناضل السرياني المغترب" ميشال توما الذي وضع، باسم الرابطة، اكليلا على النصب التذكاري للشهداء في باحة الكنيسة.
الاتحاد السرياني
كذلك، اقام حزب "الاتحاد السرياني" قداسا في كنيسة مار افرام في الاشرفية، ترأسه راعي ابرشية بيروت للسريان الارثوذكس المطران مار اقليميس دانيال كوريه، وشارك فيه الوزير جان اوغاسبيان ممثلا رئيس الجمهورية، النائب سرج طورسركيسيان ممثلا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، النائب نديم الجميل، الاب عبدو ابو كسم ممثلا البطريرك الماروني، وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والاختيارية والبلدية والاجتماعية.
والقى المطرن كوريه كلمة طالب فيها بـ"إنصاف السريان، سياسيا، في التمثيل العادل في كل ادارات الدولة".
من جهته، اسف رئيس الحزب ابرهيم مراد "لان النظام الطائفي المعتمد في لبنان نسي شهداءنا ونسينا، ويميز بين دمعة ام شهيد وشهيد، وبين طائفة وطائفة ويسمينا اقليات"، معتبرا ان "الطائفة السريانية، احدى المكونات الاساسية للبنان، محرومة حقوقها السياسية والتمثيل في الادارات الرسمية والنيابية والوزارية، وحتى المشاركة في طاولة الحوار التي لا جدوى منها في رأينا (...)".