محمد نور الدين
في وقت تطالب بعض الأطراف السياسية في لبنان بإلغاء معاهدة التنسيق والأخوة والتعاون مع سوريا، كانت تركيا تبادر إلى خطوتين تاريخيتين بينها وبين كل من سوريا والعراق عبر تشكيل «مجلس تعاون استراتيجي».
فمنذ زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أنقرة تقرر تشكيل مجلس حكومي مشترك يضم رئيسي حكومتي البلدين والوزراء الأساسيين فيهما. وأمس وبعد عودة رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان من زيارته إلى حلب، أفصح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن البلدين في صدد تشكيل مجلس حكومي مشترك مشابه لنظيره مع العراق، وعلى قاعدة أن يكون النموذج «دولتان بحكومة واحدة».
وأعلن اوغلو، في تصريح لصحيفة «ميللييت»، انه بمثل هذا الاقتراح لا يخترع جديدا، فمثل هذه المجالس الحكومية المشتركة موجودة بين ألمانيا وفرنسا وبين الولايات المتحدة والمكسيك وغيرها من الدول.
ووصف داود اوغلو العلاقات مع سوريا بأنها في أكمل أوجهها. وقال «إننا سنشكل مع سوريا مجلس تعاون استراتيجي مثل الذي شكلناه مع العراق. وقد عقدنا في وزارة الخارجية مع ثمانية من زملائي اجتماعا لهذا الغرض. وبهذا الشكل نطور العلاقات مع الجيران إلى درجة تخفيض المشكلات إلى نقطة الصفر، ورفع التعاون إلى الدرجة القصوى»، موضحا أن الاستعدادات تجري بين البلدين بهذا الصدد.
ولن تقتصر جهود تركيا على سوريا أو العراق بل تهدف إلى تعميم النموذج على كل جيرانها. يقول اوغلو «نحن لسنا على عداء مع جيراننا، ونقارب العلاقات معها بعين إيجابية. ومن حيث المبدأ نحن مع «تصفير» المشكلات مع كل الجيران. والحكومة المشتركة نريد لها أن تتعمم مع إيران وجورجيا واليونان وبلغاريا». ويوضح أن مثل هذه الحكومات المشتركة تجتمع دوريا وتقرر على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتجارية والأمنية.
وينفي داود اوغلو أن تكون مثل هذه الحكومات المشتركة بديلا عن الخيار الأوروبي لتركيا، بل إن الهدف هو تطوير العلاقات مع الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان وآسيا الوسطى، وتركيا في وضع يتيح لها ضمان مساهمة كبيرة في هذا المجال. ويذكر الوزير أن أنقرة من بين القوى العالمية التي قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها تريد تطوير العلاقات معها، وهي الصين والهند وروسيا والبرازيل وأندونيسيا وجنوب أفريقيا و...تركيا.
واعتبر اوغلو أن تركيا الآن هي الأصغر بين هذه القوى لكنها بديموقراطيتها واقتصادها وتكنولوجيتها وتاريخها وثقافتها ستكون من بين الأقوى. وقال إن «هذه القوى مرت بمرحلة تجديد كبيرة وتركيا تمر اليوم عبر المسار الأوروبي بمرحلة تجديد كبرى سيكون حماية الاستقرار وتعميق الديموقراطية أهم عنصرين فيها».
واستكمالا للحركة التركية الدؤوبة التي يقودها داود اوغلو قام أمس بزيارة إلى إقليم «صنجق» في صربيا حيث توجد أقليات تركية من العهد العثماني وذلك في ختام زيارة له إلى صربيا يتبعها بزيارة إلى جمهورية الجبل الأسود. وإقليم صنجق يقع ثلثاه في صربيا وثلثه الباقي في الجبل الأسود حيث سيزوره أيضا الوزير التركي.
إلى ذلك شهدت وزارة الخارجية التركية أوسع عملية تجديد في تاريخها عبر تعيينات واسعة لسفراء جدد غلب عليها العنصر الشاب. وينطلق اوغلو منذ توليه الوزارة، قبل اقل من ثلاثة أشهر، من أن الوزارة يجب أن تعمل وتبقى في يقظة تامة على امتداد الأربع وعشرين ساعة. ومن اجل ذلك قام بخطوة فاجأت الكثيرين، وهي تكليف سفير تركيا السابق والمتقاعد فاروق لوغ اوغلو بمهمة إعادة هيكلة الوزارة لتصبح أكثر إنتاجية.
وللمرة الأولى يسجل وزير خارجية تركي سابقة بأن اتصل بزوجات السفراء الجدد المعينين، وقال لهم إن أهم عنصر في نجاح السفير في مهمته هو دعم زوجته له «وهذا ما اعرفه من تجربتي». وكسبا للوقت اتصل، وهو في زيارة رسمية إلى صربيا، بالسفراء المعينين وأبلغهم بالقرار وضرورة مباشرة العمل فورا.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |