وقاية الأحراج من الحرائق: تجربة من بزبينا ـ عكار

سامر عيسى
بزبينا :
شباب وشابات يقتحمون التجربة... يندفعون باتجاه تجذير الرعاية البيئية... ينتابهم قلق فيما يخص الأحراج المحيطة بقريتهم بزبينا في عكار، والتي أصبحت حسب التعبير المحلي المتداول «عاصية» يجد العصفور صعوبة بالدخول إليها...
تجمع الشباب والصبايا في «وادي الدير»، تحت السنديانات «الدهرية»... يجمعون النفايات التي قذفت بها أيادي المتنزهين حول احد مقامات البلدة، ثم ينتقلون إلى أبعد من المكان لكي يتدربوا على تجربة تقنية لاستباق حدوث الحرائق...
أعدّ المشروع الاختصاصي في الكيمياء سليمان محمود وتقدم به إلى لجنة الميثاق في بزبينا التي تعمل على دعم التصدي للمشكلات الاجتماعية والحياتية والبيئية... ويواكب محمود من هم في عداد تلاميذه، يعمل معهم كواحد من جيلهم... ويأتي الحديث عن حكاية المشروع البسيط بساطة أهل القرية... عدد من المولدات تضخ الماء من الوادي عبر خراطيم المياه على امتداد الأحراج المحيطة بـ«وادي الدير» لتجعل المناطق المحيطة التي يمكن أن تتعرض للحريق رطبة وغير قابلة للاشتعال السريع... أما إذا شب حريق بفعل فاعل فهناك عدد من الشبان المتطوعين المتواجدين دائماً في القرية بإمكانهم المسارعة إلى تشغيل آلية الوقاية مما يسهل القضاء على الحريق في مهده...
تبرّع أحد أبناء القرية بالمصاريف ولم يشأ ذكر إسمه... ظاهرتان تستحقان التوقف أمامهما: التكاليف البسيطة وعملية التطوع التي تمّت تلبية ليافطة في ساحة البلدة، مما يعكس بداية وعي بيئي يمكن أن يتطور باتجاه التشجير، أو فرز للنفايات والقيام بأنشطة ثقافية وفنية تتصدّى للمشكلات البيئية. هذا ليس بجديد في بزبينا. حيث هناك أنشطة مسرحية عبر فرقة مسرح الريف التي قدّمت مسرحيات وتمثيليات عدة عن البيئة والعناية بها.
ويقول محمود في هذا الخصوص إن المسألة متكاملة «جمع شباب وشابات القرية في عملية التحدي للتفرقة واكتساب الوعي البيئي والاجتماعي التنموي عبر الممارسة العملية على الأرض... هذا إلى جانب قوله إن التنشئة المطلوبة على صعيد الشباب والشابات لا يمكن أن تهمل الأنشطة المتعلقة بالندوات والمسرح وغيرها». مع العلم أن محمود أحد مؤسسي فرقة مسرح الريف.