أهالي النقب يتصدّون لتظاهرة يمينيّة إسرائيليّة

لا يزال اليمين الإسرائيلي المتطرف، يسوّق أجندته العنصرية على حساب معاداة فلسطينيي 48؛ فبعدما أحبط سكان مدينة أم الفحم زيارة استفزازية لليمين المتطرف في آذار الماضي، نظَّم اليمينيون جولةً استفزازية أخرى أمس إلى مدينة راهط، الواقعة في النقب الفلسطيني. ووصل، أمس، ما يقارب 50 يمينياً متطرفاً بقيادة باروخ مارزل وأيتمار بن غفير وعضو الكنيست ميخائيل بن أري، إلى راهط، حيث وقفت حافلتهم عند الطرف الغربي للمدينة وسط تعتيم تام من الشرطة على موعد الزيارة ومسارها. ونصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز على مداخل المدينة ومفترقاتها، وسار اليمينيون في مكان مهمّش بعيداً عن أعين المتصدين، تحت حماية مئات رجال الشرطة، إضافة إلى مروحيتي استطلاع ترصدان الأحداث من عل. وفي المقابل، احتشد جمهور كبير وسط مدينة راهط، واعتلى سكان المدينة الغاضبون سطوح بيوتهم، ورفعوا الأعلام الفلسطينية والسوداء، ومنهم من رفع الأحذية «استقبالاً» لمارزل ومن معه. ووقع اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين، الذين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة ما أدى إلى إصابة شرطي بجروح طفيفة.
وقال اليميني المتطرف باروخ مارزل إنّه جاء الى راهط من أجل «توثيق ظاهرة البناء غير المرّخص»، علماً بأنَّ السلطات الإسرائيلية تنتهج سياسة تضييق الخناق على سكان النقب: عشرات القرى غير المعترف بها التي لا تصل إليها المياه ولا الكهرباء، إضافة إلى عمليات هدمٍ شبه يومية، من أجل حصرهم على أقل مساحة من الأرض. وقال عضو الكنيست بن آري: «إن الحركة الإسلامية سيطرت على راهط، وجئنا للتظاهر ضد هذه الوضعية».
وقال النائب طلب الصانع، من «القائمة العربية الموحدة»، إنَّ «أهالي راهط تصدوا لهذا الفاشي مارزل وأعوانه»، مضيفاً إن مارزل ومن معه «عادوا خائبين». وشدد على أن أهالي النقب «لن يتنازلوا عن حقهم بالدفاع عن الأرض والمسكن».
ورأى رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي، النائب جمال زحالقة، أنَّ قرارات المحكمة والشرطة باعتبار تظاهرة العنصريين نوعاً من حرية التعبير، «أمر في غاية الخطورة لأنه يمنح شرعية للعنصرية». وقال رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح إنَّ «هذه أرضنا، وبيتنا وسنعرف كيف سنحميها».