المدينة القديمة تخضع للترميم والتجميل

تعتبر المدينة القديمة الممتدة من الواجهة البحرية قبالة رصيف ميناء الصيادين وقلعة الصليبيين غربا وصولا إلى قلعة المعز الفاطمي شرقا وحي رجال الأربعين جنوبا، تعتبر العصب السياحي الأول لموقع ومكانة صيدا السياحية. فالمدينة القديمة بأحيائها وحاراتها الضيقة وحتى العتمة منها نهارا وبيوتها المشيدة من الحجر الرملي، والمبنية على طريقة العقد، وأسواقها التي تنقش يوميا لنبش مكنونات الحجر وما يخبئه من جماليات تشكل جميعها عامل الجذب السياحي الهام جدا نظرا لشهرتها العالمية لا سيما بعد أعمال الترميم والتأهيل التي تشهدها والتي زادت من جمالها.
وصيدا القديمة ما زالت إلى اليوم - بالرغم من كونها تعتبر شعبية - تضم أسواقا ومتاجر متعددة للذهب إلى جانب أسواق الثياب المنتشرة فيها بكثافة مع القطنيات وسوق للنجارين، وقديما اشتهرت صيدا بصناعة الكراسي و«تقشيشها».
واليوم يحافظ من تبقى في سوق النجارين على روحية السوق ويمارسون صناعة بعض الخشبيات التقليدية إضافة إلى سوق «للكندرجية».
وصيدا القديمة التي تجذب السياح من أنحاء العالم تخضع حاليا لعملية تجميلية ضخمة في إطار ما بات يعرف بمشروع «الإرث الثقافي» لإعادة ترميمها وتأهيل بنيتها التحتية والساحات العامة فيها، وكذلك المواقع الأثرية انطلاقا من محيط خان الإفرنج إلى ساحة باب السرايا وجامع أبو نخلة ومسجد الكيخيا وحمام الشيخ، مرورا بمقهى الزجاج وانتهاء بمدخل القلعة البرية وباتجاه حي الزويتيني وحارة الكنان وحمام الورد والجامع الكبير فساحة ضهر المير، فشارع الحمام الجديد وحارة عودة قصر دبانة.
وتشمل أعمال التأهيل ترميم الواجهات والجدران وألا بواب والشبابيك والبنية التحتية كالإنارة العامة والكهرباء ورصف الزواريب فيها بحجر البازلت الأسود الذي استقدم خصيصا من سوريا.
الكورنيش والمقاهي
في المقابل، فإن الواجهة البحرية للمدينة القديمة هي بمثابة الرئة والمتنفس الوحيد لكل صيدا سياحيا وليس للمدينة القديمة فحسب حيث مقاهي الرصيف التي تنشر على الطريق البحرية التراثية الذي رصفت أرضه بحجر البازلت الأسود مقابل القلعة البحرية ورصيف الميناء وصولا الى «ميرة السمك».
وتعرف المقاهي شهرة واسعة خلال شهر رمضان من كل سنة حيث باتت عنوان السهر الوحيد في صيدا لا سيما في فصل الصيف ومع إطلالة الربيع، إضافة إلى المقاهي الشعبية المنتشرة على طول الكورنيش البحري للمدينة حيث الجلسة السحرية بعد كل غروب. ويمتد السهر حتى منتصف الليل مع النارجيلة العجمي والمعسل وغيرها والقهوة السادة والشاي العجمي وتنتشر في محيطها المطاعم الشعبية في المدينة والتي لا تقل شهرة عن مقاهيها كالفلافل ورائحتها الجاذبة والفول المدمس والمنقوشة المحمصة بجبنة وبصعتر إضافة إلى المطاعم التي تقدم السمك الصيداوي المقلي والمشوي وهي قليلة نوعا ما.

الأربعاء 15 تموز 2009