افتتاح منتدى المال والاعمال بعنوان "دور الشباب في تحديد المستقبل": هم ثروة لبنان الاساسية والدولة التي لا تستثمر طاقاتهم عقيمة

رأى المشاركون في منتدى المال والاعمال الذي عقد بعنوان «دور الشباب في تحديد مستقبل لبنان» ان شباب لبنان هم جزء اساسي من المنظومة الشبابية العالمية واعتبروهم بجناحيهما المقيم والمغترب ثروة لبنان الاساسية. وشددوا على ان التحدي الاساسي الذي يواجهه الحكم في لبنان هو وقف الهجرة الجماعية للقدرات الشابة الى الخارج نتيجة تفاؤل فرص العمل في لبنان. واعتبروا ان الدولة التي لا تستثمر طاقة شبابها تبقى دولة متعبة ومنهكة وعقيمة.

افتتح امس منتدى المال والاعمال بعنوان «دور الشباب في تحديد مستقبل لبنان» الذي نظمته «كونفكس» في فندق «موفنبيك»، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب ياسين جابر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدولة جان اوغاسبيان ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، النائب غازي يوسف ممثلا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورؤساء بعثات ديبلوماسية وهيئات اقتصادية.

بداية القى رئيس مجلس ادارة شركة «كونفكس انترناشيونال» رفيق زنتوت كلمة فقال: «عندما نمعن النظر في التحولات القائمة في العالم اليوم، نرى اهمية الدور الذي يلعبه الشباب في نمو وازدهار المجتمع بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص. فهم الملمون بكافة جوانب المعلوماتية والرائدون في استعمال احدث التقنيات. وهم ايضا المواكبون الاوائل للعولمة والسباقون في ادخال التطور العلمي على مستوى الانشطة العملية. ان شباب وشابات الاعمال هم ركيزة النهضة الاقتصادية وهم ايضا الناشطون الرواد وراء تطور القطاعات الاجتماعية والانتاجية».

أضاف: «وشباب لبنان هم جزء اساسي من هذه المنظومة الشبابية العالمية وهم يشكلون بجناحيهما المقيم والمغترب ثروة لبنان الاساسية وبإمكانهم ان يأدوا دورا رئيسيا في صياغة مستقبل الاقتصاد الوطني».

ولفت الى ان اعمال المنتدى ترتكز على «العمل من اجل تفعيل مشاركة الشباب اللبناني في الحياة العامة وعلى تطوير المناخ المناسب لتمكينهم من تحقيق طموحاتهم وافكارهم ومشاريعهم على ارض الوطن».

وقال امين سر الندوة الاقتصادية، منسق المنتدى فادي صعب ان «قرابة الثلاثة مليارات نسمة من سكان العالم هم دون الخمس وعشرين سنة (اي نصف العالم)، وان حوالى ثلث المجتمع اللبناني هو من الشباب والشابات ما بين 15 و25 سنة».

وسأل: «اليس ذلك كافيا، لاعتبارهم قادة المستقبل قولا وعملا؟ بل، اليس ذلك ضروريا، للتعامل معهم كشركاء الحاضر، في صياغة القرارات الوطنية وفي التخطيط للسياسات الاستراتيجية؟».

والقى رئيس جمعية مصارف لبنان جوزيف طربيه كلمة لفت فيها الى ان «الشباب هم عماد الوطن وعليهم يتوقف بناء المستقبل وتحديد موقع لبنان بين الشعوب والامم».

وقال: «ان ثروة لبنان الفعلية هي في شبابه، هؤلاء الفتيان والصبايا المزودين بالمعرفة وتقنيات العصر، نتاج النظام التعليمي اللبناني المتنوع الثقافات والاختصاصات، المتصل والمتواصل مع اهم مراكز التعليم في العالم. وان هذه الثروة البشرية تفوق على المدى الطويل الثروة النفطية، وهي التي تجعل من لبنان موقعا متقدما للعلم وللثقافة والفن والاعمال والمصارف والتطبيب وصناعة الازياء التي برع بها اللبنانيون فنشروا في العالم ذوقهم المرهف ورفعوا من مستوى الاناقة».

واذ سأل: «ما فائدة اللبنانيين اذا ربحوا العالم كله وخسروا لبنان؟»، قال: «التحدي الاساسي الذي يواجهه الحكم في لبنان هو وقف الهجرة الجماعية للقدرات الشابة الى الخارج نتيجة تضاؤل فرص العمل في لبنان، كذلك الهجرة من الارياف بسبب حجم المشكلة الانمائية، اضافة الى جو عدم الاستقرار السياسي السائد. ان اهم واجبات الحكومات في لبنان هي خلق الظروف المناسبة لتنمية الاقتصادة وبالتالي خلق فرص العمل لعشرات الالوف من القدرات الشابة التي تدخل سوق العمل سنويا».

ثم تحدث الوزير بارود قائلا ان «دور الشباب في تحديد مستقبل لبنان يعبر الزاميا من خلال التحضير له، عبر تأمين المناخ المؤاتي لتظهير صورة شابه مواكبة لسياساتنا العامة وليوميات ممارساتنا الادارية والمالية والاقتصادية والاجتماعية. هل نريد الشباب مجرد حالة مواكبة لمسارات تجرف طاقاتها وتتجاهلها، او تستغلها في افضل حال؟ ام نريد اشراكا حقيقيا لتلك الطاقات في الصياغة وفي التنفيذ؟ هل راكمنا في اتجاه تمكين الشباب بمعنى Empowerment الجواب بالنفي، طبعا، لان هؤلاء مازالوا وقودا للمحرك الذي يأتمر بسائق هرم. انانيون نحن في تلك القيادة. ننظر الى المقود، لا الى الطريق. ننظر الى سنة الى الامام اثنتين. لا نخطط. لا نبرمج. ولذا، فإن دور الشباب مغيب. دورهم، استباق لازمة. دورهم، نظرة الى 20 و30 سنة الى الامام. دورهم، ضخ دم جديد في شرايين حياتنا السياسية اليابسة».

واشار الى «ان الدولة لا تستثمر طاقات شبابها تبقى دولة متعبة، منهكة وعقيمة اما ان ينتظر الشباب الدولة العلية لكي تشركهم في صياغة رؤاها - ان وجدت - فانتظار لقطار لن يأتي. عليهم ان يبادروا، هم، بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والحزبية، عليهم الا يكتفوا برفض الواقع بل يذهبوا في اتجاه اقتراح البدائل العملية التى يخرقون بها الجمود وحائط المراوحة. وهنا دور منظمات المجتمع المدني التي غالبا ما قدمت بدائل وافكار خضت جمود اللحظة الخاملة».

بعد ذلك عقدت جلستان متتاليتان، الاولى بعنوان «فرص عودة الشباب الى الوطن وتحدث فيها رئيس مجلس الادارة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هيدريك اند ستراغلز وشادية المعوشي من مؤسسة مشروع «ميلي» لمعهد «اسبن» ورئيس منظمة القيادات العربية الشابة رئيس مجلس ادارة «فيرجن ميغا ستورز» اميل خوري ورئيس مجلس ادارة بنك الموارد الرئيس السابق لمنظمة الرؤساء الشباب مروان خير الدين.

أما الجلسة الثانية فعقدت بعنوان «الاستفادة من النجاحات والقدرات الشابة» وقدم وزير المال السابق جهاد ازعور مداخلة اشار فيها الى «اهمية عنوان هذه الجلسة في ظل الظروف الحالية في المنطقة وما يعيشه العالم الاقتصادي في هذه المرحلة، وهي بالتالي محفزة في موضوع القيادة حيث تبرز قيادات جديدة تلعب دورا بارزا.

وقال: «نحتاج الى رؤية ومرونة لقيادة المتغيرات، ومن هنا يبرز دور القياديين المميزين وخصوصا في لبنان بلد المتغيرات الذي هو بلد تطور دائم ولكن ليس دائما الى الافضل».

أضاف: «القيادة اساسية في الاستراتيجية ولا استراتيجية فعالة ان لم يكن لدى واضعيها روح القيادة».

ثم توالى على الكلام الصحافية ريما مكتبي ورئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي في «بريتك» مارون شماس والرئيس المالي التنفيذي في مجموعة «ازاديا» مروان مكرزل ونائب رئيس مجموعة «ايشتي» الياس مهنا الذي تحدث نيابة عن الرئيس التنفيذي في الشركة طوني سلامة.