أكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود أن «الدولة التي لا تستثمر طاقات شبابها تبقى دولة متعبة، منهكة وعقيمة». فيما اعتبر رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه ان ثروة لبنان الفعلية هي في شبابه، وان هذه الثروة البشرية تفوق على المدى الطويل الثروة النفطية، وهي التي تجعل من لبنان موقعا متقدما للعلم والثقافة والفن والأعمال والمصارف وغيرها.
كلام بارود وطربيه جاء خلال افتتاح منتدى المال والأعمال «دور الشباب في تحديد مستقبل لبنان» الذي نظمته «كونفكس» في فندق «موفنبيك»، بحضور وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان، النائب ياسين جابر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير جان أوغاسبيان ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، النائب غازي يوسف ممثلا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورؤساء بعثات دبلوماسية وهيئات اقتصادية.
زنتوت: دور الشباب في النمو
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس مجلس إدارة شركة «كونفكس انترناشيونال» رفيق زنتوت كلمة أشار فيها الى التحولات القائمة في العالم، مشددا على الدور الذي يلعبه الشباب في نمو وازدهار المجتمع عموما والاقتصاد خاصة. فهم المواكبون الاوائــل للعولمة والسباقون في ادخال التطور العلمي على مستوى الانشطة العملية. ان شباب وشابات الاعمال هم ركيزة النهضة الاقتصادية وهم ايضا الناشطون الرواد وراء تطور القطاعات الاجتماعية والانتاجية.
ثم شرح الاهداف المتوخاة من المنتدى.
صعب: الشباب ليس للاعتراض
تطرق أمين سر الندوة الاقتصادية فادي صعب الى ان حوالى ثلث المجتمع اللبناني هو من الشباب والشابات ما بين 15 و25 سنة. فالشباب ليس للاعتراض على شؤون اجتماعية واقتصادية، أو للعمل على نظافة بيئة، أو للسعي نحو اقتصاد المعرفة وغيرها من الشؤون التي تعنيهم.
طربيه: بناء المستقبل
وألقى الدكتور طربيه كلمة لفت فيها أن «الشباب هم عماد الوطن وعليهم يتوقف بناء المستقبل وتحديد موقع لبنان بين الشعوب والأمم». كما عايشت شباب لبنان كمحاضر في عدة جامعات، وخبرت آمالهم وطموحاتهم، وكان يقيني العميق بأن المستقبل يبنى ضمن حرم الجامعات، ولن ينجح طلابنا وينجح وطنهم معهم إلا بالتميّز، والمدارس والجامعات هي المكان الذي يصنع فيه هذا التميّز. كما عايشت شباب لبنان في الحياة العملية سواء كان ذلك في لبنان أو في الاغتراب، وأكبرت فيهم روح الإقدام والمبادرة والمثابرة حتى النجاح».
وتوجه طربيه بالقول للشباب: إن هذه المرحلة مليئة بالتحديات وكذلك بالفرص. إن أبواب العمل مفتوحة أمامكم وساحات النزال ليست لبنان فقط. إن لوطنكم الأولوية للإفادة من سواعدكم واختصاصاتكم، ولكن العالم العربي متعطش لذكائكم وقدراتكم ومعارفكم التي تشكل مزايا تنافسية في المنطقة. تذكروا أنكم لبنانيون، وكلبنانيين أنتم معتادون على النجاح. إنكم تدخلون حلبة المنافسة في عصر العولمة حيث البقاء للأكفأ والأسرع. ومن هذا المنطلق أقول لكم مهما كانت المهنة التي اخترتموها أو توافرت لكم، أدّوها على أفضل وجه».
وتابع طربيه: «لا تنسوا بلدكم لبنان، فهو بلد يستحق التعلق به والعمل على إعلاء شأنه، على الرغم من الصعوبات الحالية. كما أن قوة لبنان هي أيضاً في هذه الروح المبادرة والمغامرة التي نشرت بنيه في مختلف أنحاء العالم، وأعطتهم تأثيراً في مختلف مواقع القرار الدولي بفعل هذا الانتشار ونوعيته. هذا الانتشار الذي لم يعد انتشاراً للسواعد والأدمغة اللبنانية فقط، بل تعدى ذلك الى الانتشار القوي للمؤسسات اللبنانية خارج لبنان من مصارف وشركات تأمين ومصانع وشركات تعهدات ودور الهندسة وبيوتات الأزياء وكلها عبرت الحدود للتفرع والتمدد في الخارج ناقلة معها خبرات اللبنانيين الى الأسواق الخارجية وفاتحة الطريق أمام الألوف من الشباب اللبناني للعمل في أسواق المنطقة والعالم في وقت يضيق فيه الخناق على الحياة الاقتصادية في لبنان نتيجة الظروف السياسية القاسية التي مر بها لبنان منذ السبعينيات من القرن الماضي».
وإذ سأل: «ما فائدة اللبنانيين إذا ربحوا العالم كله وخسروا لبنان؟»، قال: «التحدي الاساسي الذي يواجهه الحكم في لبنان هو وقف الهجرة الجماعية للقدرات الشابة الى الخارج نتيجة تضاؤل فرص العمل في لبنان؛ كذلك الهجرة من الأرياف بسبب حجم المشكلة الإنمائية، إضافة الى جو عدم الاستقرار السياسي السائد. إن أهم واجبات الحكومات في لبنان هي خلق الظروف المناسبة لتنمية الاقتصاد وبالتالي خلق فرص العمل لعشرات الألوف من القدرات الشابة التي تدخل سوق العمل سنوياً. وإني أريد في هذه المناسبة أن ألفت الشباب المتعلم الى فرص العمل التي يوفرها كذلك سنوياً القطاع العام لمتخرجي الجامعات، وهي وفيرة ولا تلاقي اهتماماً كبيراً من متخرجي الجامعات الكبرى بالقدر الذي يلاقيه البحث عن فرص العمل في القطاع الخاص».
بارود: حطب الثورة
أما الوزير بارود فقال: «لم يكن بالامكان أن يكون توقيت هذه الندوة أكثر مناسبة وملاءمة، ونحن على أبواب تشكيل حكومة رئيسها المكلف شاب، وهو أصغر رؤساء مجالس الوزراء سنا في تاريخ لبنان. لقد كان الشباب اللبناني على الدوام «حطب الثورة»، توقد به التظاهرات وترسم بأجساده حدود الاصطفافات وتخاض بدمه وروحه حروب لبنان. أما في زمن السلم والبنيان فلا اعتبار للشباب الذين يشكلون، في أفضل الأحوال، فئة يكثر الكلام عنها في زمن الانتخابات، مع وعود كلامية باقتراع من بلغ الرشد المدني منهم. أما الرشد السياسي، فحدث ولا حرج، في رؤوس هرمت ولا تدري ما اقترعت، بل ما اقترفت!
أضاف بارود: المشكلة ليست في تداول السلطة والدور، بقدر ما هي مشكلة الاعداد لذلك الدور. دور الشباب في تحديد مستقبل لبنان يعبر إلزاميا من خلال التحضير له، عبر تأمين المناخ المؤاتي لتظهير صورة شابة مواكبة لسياساتنا العامة وليوميات ممارساتنا الادارية والمالية والاقتصادية والاجتماعية. هل نريد الشباب مجرد حالة مواكبة لمسارات تجرف طاقاتها وتتجاهلها، أو تستغلها في أفضل حال؟ أم نريد إشراكا حقيقيا لتلك الطاقات في الصياغة وفي التنفيذ؟ هل راكمنا في اتجاه تمكين الشباب بمعنى Empowerment الجواب بالنفي، طبعا، لأن هؤلاء ما زالوا وقودا للمحرك الذي يأتمر بسائق هرم. ان الدولة التي لا تستثمر طاقات شبابها تبقى دولة متعبة، منهكة وعقيمة. أما أن ينتظر الشباب الدولة العلية لكي تشركهم في صياغة رؤاها ـ إن وجدت ـ فانتظار لقطار لن يأتي. عليهم أن يبادروا، هم، بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والحزبية، عليهم ألا يكتفوا برفض الواقع بل يذهبوا في اتجاه اقتراح البدائل العملية التي يخرقون بها الجمود وحائط المراوحة. وهنا دور منظمات المجتمع المدني التي غالبا ما قدمت بدائل وأفكارا خـــضت جمود اللحظة الخاملة.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |