طرابلس ـ «السفير»
«كلنا في مركب واحد... إذا غرق نغرق جميعا».. شعار جسّدته مجموعة من الشباب اللبناني الذين تجمعوا على اختلاف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية في مركب واحد جاب شاطئ طرابلس وصولا إلى محمية جزر النخل. وتخلل الرحلة البحرية نقاشات حول «الحوار، حب الوطن، قبول الآخر واحترام رأيه، المواطنية، الديموقراطية، العيش المشترك، الانتخابات، حق المرأة في العمل السياسي، الحرية، المساواة، الشيخوخة، الضمان والعمل التطوعي». ومن المقرر أن تتوالى الرحلات البحرية المشابهة على مدار عشرة أيام الى سائر المرافئ اللبنانية من الشمال الى الجنوب، حيث سيتواصل المشاركون مع أهالي البلدات اللبنانية لايصال رسالة التعايش وترجمتها على أرض الواقع.
المبادرة أطلقها مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الاوسط cesmo بدعم من مبادرة الشرق الاوسط للشراكة في سويسرا mepi وتهدف الى تعزيز الشراكة الوطنية اللبنانية في إطار من الحوار والانفتاح والحرية.
واستهلت المبادرة بمخيم نظمه مركز الدراسات خلال الصيف الفائت في فندق «كواليتي إن» في طرابلس بمشاركة شبان وشابات من مختلف البلدان العربية. وتضمن المخيم سلسلة نشاطات تعرَّف خلالها الشباب العربي على المعالم اللبنانية والعادات والتقاليد وطرق العيش، وشكل مناسبة لحوار واسع بين المشاركين اللبنانيين حول المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسبل الكفيلة لإيجاد الحلول الناجعة.
واستكمل المخيم بتجسيد فكرة «كلنا في مركب واحد» التي انطلقت يوم امس من طرابلس حيث علت النقاشات ضمن الرحلة البحرية في السياسة والاقتصاد والمعتقدات الدينية والانتماءات السياسية، إلا أن القاسم المشترك بين المشاركين كان الحفاظ على المركب لأن اي خلل فيه او أي أزمة قد تنشأ عليه ستؤدي الى زعزعته، وغرقه وبالتالي الى غرق كل من فيه.
ولدى عودة المشاركين الى الشاطئ اطلعوا المواطنين في حديقة مسجد عمر بن الخطاب على الكورنيش البحري على فكرتهم، مشددين على ضرورة اعتبار لبنان الوطن مثل هذا المركب الذي لا يسير إلا بالتوازن والتوافق والاتفاق والشراكة الكاملة والحقيقة.
وتشير رانيا حمزة، إحدى المشاركات في المركب، إلى انه «وإذا ما راجعنا التاريخ اللبناني يتبين لنا أنه مهما تقاتلنا ومهما اختلفنا ومهما حاول البعض الاستئثار بالسلطة، فإن الوطن لن ينهض إلا بتوافق الجميع».
وتؤكد ثراء ضناوي أن الفكرة مهمة وإيجابية جدا للشباب، وهي رسالة للعالم بأن خلاف السياسيين في لبنان لا ينسحب على عموم الشعب الذي يتعايش مع بعضه البعض، وكلنا ذهبنا في رحلة ضمن المركب، ولم يمنعنا اختلافنا السياسي أو الطائفي من التحاور والتواصل والتفاهم على كيفية إنهاء الرحلة بسلام وإيصال المركب الى بر الأمان، وهذا النموذج يجب أن يعمم على مساحة الوطن، خصوصا أن جميع من في المركب كانوا يصرخون صرخة واحدة عند مواجهة الامواج أو اي خلل، ويتعاونون على تنظيم مسيرته ولم يمنع الاختلاف السياسي أو الديني هذا التعاون».
وتشير تيريزا دحدح الى ان التجربة جميلة جدا، «آملة أن يؤدي هذا الجهد الكبير الذي يبذل الى إحداث تغيير حقيقي في المجتمع اللبناني الذي يجب أن يعي خطورة ودقة المرحلة التي يمر فيها لبنان، وأن يعي ايضا أن هذا المركب لا يختلف عن لبنان إلا من حيث المساحة فإذا غرق نغرق جميعا».
ويقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور مصطفى أديب لـ«السفير»: إن الهدف من المبادرة هو تدريب مجموعة من الشباب اللبناني من مختلف الطوائف والمناطق والانتماءات السياسية على المواطنية والانتماء والعيش المشترك، ما يؤدي الى تفعيل الحياة المشتركة في لبنان»، لافتاً إلى وجود نشاطات أخرى عدة انطلاقا من المخيم الشبابي اللبناني ـ العربي، وصولا الى انطلاق مركب من ميناء طرابلس مزدان بالعلم اللبناني وبشعار الحملة «كلنا في مركب واحد إذا غرق نغرق جميعا»..
وبمشاركة جمعيات اهلية الى مختلف الشواطئ اللبنانية وذلك على مدار عشرة أيام سيتوقف في كل يوم عند أحد المرافئ اللبنانية من الشمال الى الجنوب». وستستقبل المركب جمعيات أهلية وشباب وشابات من المناطق اللبنانية حيث من المفترض ان يكون هناك تواصل وحوار لايصال رسالة «كلنا في مركب واحد» وذلك بهدف توعية الرأي العام اللبناني.
ويعتبر الدكتور أديب أن المشروع يرسخ قناعة لدى الشباب الذين هم أساس الوطن ومستقبله بأن لا حل في لبنــان إلا بالعيش المشترك وقبول الآخر.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |