«بعض اللبنانيين يفهموننا غلط»... «يجب أن يعامل كل لاجئ فلسطيني كإنسان»
«مدرسة ثقافـة السـلام»: حـوار بين شـباب فلسطينيين ولبـنانييـن
انور عقل ضو
عاليه:
اختتمت المدرسة الصيفية التثقيفية، تحت عنوان «نحو ثقافة السلام»، والتي نظمتها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، بالتعاون مع المركز اللبناني للدراسات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى الاتفاق على لقاءات أخرى، من أجل تعزيز التواصل بين الشبان اللبنانيين والفلسطينيين.
وكانت المدرسة قد أقيمت في مركز المتوسط الحرجي، في بلدة الرملية ـ قضاء عاليه، لمدة خمسة أيام، بمشاركة 19 شاباً وشابة لبنانيين وفلسطينيين. وتحدث في حفل الاختتام الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نيك هارتمن، قائلاً إن البرنامج ركز على موضوعي البيئة والطاقة، وجزء أساسي من عمل الأمم المتحدة يتعلق ببناء السلام وحل النزاعات. ودعا لجنة الحوار لأن تكون راعية لذلك النشاط، ليس فقط على مستوى مشاريع البنى الكبرى ومستوى الحكومات والسفارات، وإنما العمل على مستوى الشباب والبنى الصغرى.
ورأى هارتمن أن الشق الأساسي من ذلك العمل هو تاريخ العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية وإشكالياتها، «ولا يستطيع أحد أن يفهم ذلك بقدر ما يفهمه اللبنانيون والفلسطينيون، وما تستطيع الأمم المتحدة أن تضيفه هو خبرات حل النزاع التي كانت في مناطق أخرى من العالم، ونقل تلك القضية إلى المجتمع الدولي، لكي تكون حلقة الوصل بينكم وبينه». أضاف: إن برنامج الأمم المتحدة يتعاون بشكل كامل مع الأونروا والحكومة الكندية، التي تمول جزءاً أساسياً من المشروع، معتبراً أن التجربة اللبنانية قادرة على أن تكون مثالاً لدول أخرى مثل غواتيمالا، ومشيراً إلى أن الأعمال التي يتم القيام بها ستكون جزءاً أساسياً من تطوير منهجية بناء السلام ومشاركتها مع المجتمع الدولي.
أما مستشار رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، زياد الصائغ، فأشار إلى أهمية التربية والتوعية والتثقيف على مفهوم الحوار، متمنياً على المشاركين في المدرسة نقل خبرتهم إلى المكان الذي يعيشون فيه بواقعه اليومي وليس بالنظريات، «لأن الذاكرة اللبنانية والفلسطينية المشتركة ينقصها الكثير من التصويب والترميم، كما ينقصها الإنتقال من مرحلة الخوف الى مرحلة التواصل، ومن مرحلة التقوقع الى مرحلة الإنفتاح، ومن العزل الى الإندماج، ومن العنف الى المصالحة». ورأى أن الأمر المهم في تلك اللقاءات هو «الانتقال من منطق المناصرة إلى منطق الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني».
وقال الصائغ لـ«السفير» إن علينا، كلبنانيين وفلسطينيين، «التعلم من الأحداث المؤلمة السابقة، فنحن لم نشارك في الحرب بل تحملنا تبعاتها». ودعا الشباب إلى وضع تجربة مخيم نهر البارد أمامهم، بوصفها شكلت محاولة لضرب العلاقة الفلسطينية – اللبنانية. وإذ أكد أن العمل بدأ لإعمار «البارد»، فقد رأى أن المحاولات مستمرة لضرب تلك العلاقة، لكنها مستمرة انطلاقاً من العلاقة بين الشرعية الفلسطينية والدولة اللبنانية، ووعي الشباب لأهمية المشاركة والتواصل.
وتضمنت التوصيات الصادرة في ختام أيام المدرسة ثلاثة أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ومنها: القيام بزيارات متبادلة بين المدارس اللبنانية والفلسطينية، وتفعيل ورش العمل لحل النزاع في المدارس اللبنانية والفلسطينية، وتواصل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني مع منظمات طلابية ولجان شعبية، وتنظيم زيارات متبادلة بين أبناء المخيم والجوار، وتأسيس المدرسة الصيفية لتدريب الكادر الفلسطيني واللبناني، وإقامة حملات تشجير للمخيمات، وإنشاء موقع إلكتروني يعنى بالمواضيع المطروحة لحل النزاع، وإنشاء صندوق لدعم الطلبة الفلسطينيين.
وقد تحدثت «السفير» إلى عدد من المشاركين الفلسطينيين في المدرسة، فنوه رائد حمادة بالجو الحواري الذي ساد اللقاءات. فيما انتقد زاهر أبو حمدة التعامل معه من منطلق أمني، ورأى أن ثمة ضرورة للتعاطي السياسي الواضح، معرباً عن استيائه لأن الشعب الفلسطيني منقسم، ويتم التعاطي معه بين مؤيد لـ«حماس» وللسلطة الفلسطينية. أما إبراهيم عبد الحميد، فقال إنه درس اختصاص إدارة الأعمال، ويعاني من أجل إيجاد وظيفة، ولو وجدها يكون الراتب قليلاً ويتم التعامل معه بفوقية، وأبدى أسفه لأن بعض اللبنانيين «يفهموننا غلط»، مشيراً إلى أن خطيبته لبنانية. ورأى رفيق محمد شبايطة أن حل الخلافات «يصقل شخصيتنا»، ودعت سماح السعدي إلى زيارة مخيم عين الحلوة والتعرف إلى الشعب الفلسطيني ومعاناته.
ومن المشاركين اللبنانيين قال محمد أبو زينب: «نريد الحوار مع جيراننا وهم يعيشون بيننا، ويجب أن يشعر كل لاجئ فلسطيني في لبنان أنه يعامل كإنسان»، فيما قالت نادين الكردي إنها شاركت في المدرسة لتتعلم كيفية التوصل إلى حل النزاعات، «فاكتشفت أننا عائلة واحدة مع أخواننا الفلسطينيين».
وقالت ريتا شماس، من المركز اللبناني للدراسات، أن «الشباب قاموا بنشاطات خارجية فخرجوا من مخاوفهم، واليوم عقدت جلسة تقييمية أدلوا فيها بآرائهم التي سنأخذها في الاعتبار، وبعد أسبوع ستلتئم مدرسة أخرى».