جمعية المصارف كرّمت باسيل طربيه: لبنان في السياسة بلد المذاهب وفـي المصارف بلد المواهب

في السياسة، للمصرفيين كلام يختلف بطبيعته عن كلام اهلها. فهو يعبّر عن هواجس، ويحاول توجيه اشارات تنبيه. فالكلام المصرفي في مناسبة التكريم المصرفية امس، عكس الامنيات في انتقال عدوى التوافق المصرفي الى الصف السياسي انسجاماً مع المناخ العام، الذي قال الرئيس السابق لجمعية المصارف فرنسوا باسيل انه ينبئ بتحسن الاحوال "مع امكان قيام حكومة اتحاد وطني تتعاون مع مجلس النواب الجديد بغية الانتقال بلبنان، الوطن والدولة، الى غد اكثر امانا وازدهارا واستقراراً". اما رئيس الجمعية جوزف طربيه فقارب الموضوع السياسي، حين فاخر بالمصارف اللبنانية قائلاً: "اصبحت موضع اعتزاز القيمين عليها ومحط ثقة الداخل والخارج، حتى صح القول اذا كان لبنان في السياسة هو بلد المذاهب، فهو في المصارف بلد المواهب".
هذه المواقف وردت في مناسبة التكريم الذي اقامته جمعية المصارف للرئيس السابق باسيل في حفل غداء في فندق "فينيسيا"، حضره وزير المال محمد شطح، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه ونوابه رائد شرف الدين وسعد عنداري ومحمد بعاصيري وهاروتيون صاموئيليان، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف وليد علم الدين، ورئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، ورئيس نقابة المقاولين فؤاد الخازن، ورئيس اتحاد الغرف أحمد زعتري، ورئيس نقابة المؤسسات السياحية بيار الأشقر وفاعليات.
وفي كلمته، تحدث طربيه عن الاوضاع الصعبة التي واجهتها المصارف اللبنانية بدءا من عامي 2005 و2006 وانعكاسها السلبي على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى ازمة المال العالمية في ظل انقسامات سياسية مستمرة في الداخل، مؤكداً "ان اغلى ما ربحه لبنان في هذه الظروف الصعبة هو تعزيز الثقة بمصارفه"، ومشيراً الى ان القطاع استطاع بفضل حكمة وبصيرة سلطاته المالية وحاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وحسن اداء الادارات المصرفية الكفية ان يظل في منأى عن الازمات. وقال "هكذا، اصبحت المصارف اللبنانية موضع اعتزاز القيمين عليها ومحط ثقة الداخل والخارج، حتى صحّ القول اذا كان لبنان في السياسة هو بلد المذاهب، فهو في المصارف بلد المواهب".
ولفت طربيه الى ان جمعية المصارف بذلت في تلك الفترات العصيبة، "مساعي حثيثة للتحذير من مغبة الوقوع في الفوضى والسقوط في دوّامة العنف، ومن خطر الانزلاق الى فتنة داخلية، داعية جميع الأطراف الى التشبّث بالحوار والتوافق سبيلاً اوحد لتسوية الخلافات السياسية وإعادة الموضوع الاقتصادي والحياتي الى واجهة الاهتمامات الوطنية، وخصوصاً بعدما لاحت في الأفق فرصة ثمينة تمثّلت في انعقاد مؤتمر باريس 3".
وتطرق الى الاجواء التفاؤلية التي شاعت بعد اتفاق الدوحة "بما انعكس ايجاباً على اداء المصارف ونشاطها، فعمدت الى زيادة رساميلها ومواردها المتوسطة والطويلة الأمد، الأمر الذي صبّ في مصلحة تعزيز حجم الإقراض لقطاع المؤسسات العاملة في الداخل والخارج وشروطه".
وختم طربيه معدداً صفات المكرّم "الذي كرس حيزاً كبيراً من وقته وجهده للاهتمام بمصالح القطاع المصرفي في موازاة متابعته اليومية لشؤون بنك بيبلوس الذي ما انفك يشهد نمواً متواصلاً"، مؤكداً انه لم يبخل على الجمعية بجهد او سعي يرمي الى تطوير المهنة المصرفية وتعزيز علاقات التعاون والتنسيق مع السلطات الرسمية وخصوصاً السلطتين النقدية والرقابية.

باسيل
وتحدث باسيل عن جمعية المصارف "وهي الاولى والاعرق في العالم العربي، وأحد اهم الهيئات الاقتصادية واكثرها حضوراً وحيوية على الساح المحلية"، مشيرا الى مشاركتها في صنع القرار السياسي- الاقتصادي عبر ضمّ جهودها الى جهود سائر الهيئات الاقتصادية لتعزيز التشاور والتنسيق مع الدولة وشركاء الانتاج "ومساهمتها بقوة في مبادرات المجتمع المدني الرامية الى الخير العام". واذ شكر مجلس ادارة جمعية المصارف على الانجازات التي لا تعود الى الرئاسة وحدها، اثنى على اداء السلطات التشريعية والتنفيذية والنقدية والرقابية "لما ابدته من اهتمام بشؤون المهنة المصرفية، وسعيها الدؤوب لتطوير القطاع المصرفي وتعزيز منعته ومناعته بما اكسبه ثقة راسخة محلياً واقليمياً ودولياً".