تستعد سفينة «روح الإنسانية» التي أطلقتها حركة «غزة حرة»، لكسر الحصار عن غزة للمرة التاسعة. إلا أنها هذه المرة ستبحر تحت شعار «فلسطين حرة» كي لا يحصر العنوان بغزة فقط. البحرية الإسرائيلية على موعد هذه المرة مع اكثر من سفينة، من المتوقع ان تبحر خلال الشهرين القادمين. وستحمل هذه السفن المتضامنة مع فلسطين والغزاويين تحديدا، معونات وإمدادات، إضافة الى احتضانها للمرة الأولى لاجئين فلسطينيين، ضمن رحلة رمزية تؤكد على مبدأ «حق العودة».
واعلن عن التحرك خلال المؤتمر الصحفي الذي دعت اليه أمس لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة، في دار الندوة. وتكمن أهمية اللقاء في حضور مؤسسي «حركة غزة الحرة» الأميركي بول لارودي واليوناني فانجيليس بيزياء، إضافة الى الناشطة الايرلندية كويفا باترلي. وحضر اللقاء المفكر منح الصلح، المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور، الوزير السابق بشارة مرهج، منسق رحلة سفينة «الأخوة اللبنانية «المحامي هاني سليمان، رجل الاعمال الفلسطيني ياسر القشلق والذي بدوره شارك في رحلة «سفينة الاخوة»، إلى أعضاء اللجنة.
واستهل الصلح المؤتمر، مؤكداً على أن ناشطي حركة غزة الحرة «أكدوا على أهمية القضية الفلسطينية»، التي اعتبرها «حركة تصحيح للنظرة العالمية لقضايا الحق بشكل عام».
بدوره، انتقد القشلق خبر اعلان «احد الزعماء العرب» ان «الاسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط بخير»، قائلا «نسينا ان نحرر فلسطين وتذكرنا شاليط». وتحدث عن بدء أعمال التنسيق للرحلة المقبلة من الولايات المتحدة الاميركية، «لنضغط على امتنا ونذكرها ان فلسطين محتلة». ولفت القشلق إلى أن السفينة ستحمل على متنها هذه المرة فلسطينيين «لنظهر للرأي العام تأكيدنا على حق العودة».
اما لارودي، فاعتبر ان حرية فلسطين ليست «مجرد فكرة». وأكد انه «لا توجد عوائق تمنعنا من كسر الحصار، خصوصا اننا نجحنا في كسر الحصار لعدة مرات». وقال لارودي: «طالما أن لدينا مراكب، معونات وناشطين فلن نتوقف عن كسر الحصار». وأعلن لارودي الشهر المقبل كموعد جديد لإبحار سفينة «روح الانسانية»، «كذلك لدينا رغبة للحصول على أكثر من قارب ونخطط لإحضار سفينة كبيرة».
أما بيزياس المعروف بـ«العقل المدبّر» في أوروبا لمساندته قضايا حقوق الانسان في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو يوناني من أصل فلسطيني، فاستهل حديثه بالإجابة على كل من يطرح عليه سؤال «لماذا شاركت في رحلة كسر الحصار»؟، فقال «احدهم اعتبر منذ 20 عاما أنها نهاية العالم، وفي الحقيقة ليست نهاية العالم لأننا بشر ولدينا حقوق إنسانية ونؤمن بالقيم الإنسانية، العدالة، الحرية واحترام كرامة الإنسان». وأضاف بيزياس: «كان البحارة اليونانيون أحرارا في هذه البحر ولم يواجهوا سوى مشكلة القراصنة، اليوم أتى قراصنة «متحضرون» الى المنطقة ويريدون فرض سلطتهم وجبروتهم في منطقتنا».
من جهتها، رأت باترلي «أن صمود الفلسطينيين يعطيهم الدافع والإلهام لمتابعة طريق النضال والاصرار على كسر حصار غزة». ولفتت الى ضرورة «عدم تحجيم الحركة من اجل النضال الفلسطيني». كذلك عوّلت على أهمية نظرة العالم الغربي الى ما يعانيه الشعب الفلسطيني».
وتوقف بشور عند قضية الـ120 متطوعا غربياً الواقفين في منطقة العريش المصرية، بانتظار ان تسمح لهم السلطات المصرية بالعبور الى غزة، وعلى رأسهم النائب البريطاني جورج غالاوي، وفي حوزتهم مئة شاحنة محملة لمعونات وامدادات بعشرة ملايين دولار، آتية من الولايات المتحدة الأميركية. وذكر بشور أن فكرة انطلاق السفن كانت بدأت في لبنان خلال حرب تموز الاخيرة «بهدف كسر الحصار عن بيروت». وطالب بشور باستعادة سفينة «الأخوة اللبنانية» المحتجزة لدى السلطات الإسرائيلية منذ أشهر.
كما زار الوفد مخيم البداوي في الشمال حيث جال فيه مع اعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة رافقتهم الفرق الكشفية، وصولاً الى باحة مقر اللجنة الشعبية حيث اقسمت ثلة من الاطفال قسم العودة الى فلسطين وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
فيلم الاعتقال
في السياق نفسه، عرضت الحركة على موقعها فيديو مصوّراً للرحلة الاخيرة التي قامت بها سفينة «روح الانسانية» الى غزة في الثلاثين من حزيران الماضي. ويظهر الفيلم كيف أوقفتها البحرية الاسرائيلية، وحصول نقاش بين الجنود الاسرائيليين وبين طاقم السفينة عبر المكبر الصوتي. وكان على متن السفينة أحد عشر ناشطا، إضافة الى الإمدادات الإنسانية. وخلال الفيلم، يفاجئ مسلّط للضوء ركاب السفينة، ليطلب منهم احد جنود العدو «العودة الى لارنكا فورا». ترد عليه إحدى الناشطات «ان معلوماتكم خاطئة، وتهددون بإطلاق النار على ناشطين غير مسلحين، هدفهم مساعدة شعب غزة المحاصر، وهذا غير قانوني». فرسالة تهديد اخرى: «انتم على وشك دخول منطقة محظورة وهناك خطر على حياتكم، نطالبكم بتغيير رحلتكم وترك هذه المنطقة، والا سناخذ الاجراءات اللازمة بحقكم، وسيتحمل قبطان السفينة وطاقمها مسؤولية أي حركة تقومون بها». تعاود الناشطة بالتذكير» ان السفينة تحمل مساعدات انسانية ويجب على السلطات السماح لها بالعبور وفق القانون الدولي، نحن غير مسلحين وقامت السلطات اليونانية بتفتيشنا قبل مغادرة مرفأ لارنكا، نحن معنا عضو سابق في الكونغرس الاميركي، كذلك ناشطة اخرى حاصلة على جائزة نوبل للسلام». ويتضمَن الفيلم مقابلات مع ركاب السفينة، وتأكيدهم على دعم القضية الفلسطينية وشعب غزة. ويذكر ان مشاهد الفيلم صوّرت خلال الليل، ففي صباح اليوم الثاني، قامت البحرية الإسرائيلية باعتقال ركاب السفينة لمدة سبعة ايام في سجن «الرملة»، قبل إطلاق سراحهم في ما بعد.
| اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |
| 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
| 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
| 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
| 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
