حيـاة البحـر وشهـداؤه

وكما تشتهر مدينة البترون بآثارها ومعالمها السياحية فهي عرفت بحياة البحر التي يعتمد عليها عدد كبير من أبنائها ويعيشون منها، فمنذ وجودهم عشق البترونيون صيد الاسماك والاسفنج وغامروا في بحر مدينتهم وأبحروا على متن مراكبهم لـتأمين لقمة عيشهم ولا يزالون حتى اليوم. سقط لهم ضحايا في البحر خلال عملهم وما زالت مهنة الصيد مهنة أساسية لعدد كبير من أبناء المدينة.
وأهم دليل على أهمية حياة البحر بالنسبة للمدينة وأهلها هو التقليد السنوي الذي يقام وفاء لأرواح شهداء البحر وهو احتفال فريد يُقام في أوّل أحد من شهر تموز كل عام على شاطئ البحر، حيث تجتمع الحشود للمشاركة في القداس الذي يقام على متن قارب صيد عن أرواح البحّارة الأموات، ومن ثم يبحر هذا القارب لنثر إكليل من الزهر في عرض البحر، وهو تقليد وثني مميز يلتقي خلاله أهالي البترون بزوارهم الآتين خصيصا للمشاركة في هذه المناسبة، والصلاة معا في أجواء عابقة بحضارة الماضي.
ولأن البترون تفخر بتاريخها فهي تستعد وككل عام لإحياء مهرجاناتها السنوية هذا العام خلال شهر آب. فمع تطور الحياة الثقافية في المدينة، نشأت العديد من الجمعيات الأهلية الثقافية والاجتماعية وهي اليوم لا تقل عن 30 جمعية، تتعاون مع لجنة مهرجانات البترون والمجلس البلدي لتنظيم فعاليات المهرجان الصيفي السنوي.