«يجب ان نعرف أنفسنا. شعورنا بالكره تجاه الآخرين. السلام. في لبنان لا نستمع الى بعضنا. من هو الزعيم؟ اذا نظرت جيدا فستعلم انك من الأقلية، فلا تعامل الآخر على انه أقلية، لأنك مثله. لماذا نحافظ على انسانية المجرم ولا نحافظ على انسانية الضحية؟».
أسئلة وعبارات احتلت جدران كارافان «اختلاف بدون خلاف» الذي حط رحاله في قصر الاونيسكو في بيروت السبت قبل الانتقال إلى مقر إقامته الدائم في منطقة الدامور وتحديدا في الجمعية غير الحكومية « أركانسيال».
الكارفان هو عبارة عن مكتبة نقالة كانت بمثابة فسحة يتطلع اليها الشباب لمعرفة معنى المصالحة. وكانت قد قامت بجولة على ثلاث جامعات هي: القديس يوسف (حرم العلوم الاجتماعية، هوفلان)، الجامعة اللبنانية (كلية الحقوق والعلوم السياسية، جل الديب)، وجامعة بيروت العربية. وتأتي المبادرة ضمن مشروع « شباب يبنون المصالحة ـ 2« الذي أطلقته الجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب ALEF وهو جزء من مبادرة التنمية الشبابية «نسيج»، البرنامج الإقليمي الممول من مؤسسة «فورد»، والذي تديره منظمة «إنقاذ الطفل ـ الولايات المتحدة الأميركية».
وتضمنت المكتبة النقالة مجموعة من الكتب والمراجع التي تعالج مواضيع المصالحة، إضافة الى ما تم جمعه من مواد خلال تطبيق عمل المجموعة تحت عنوان «ذاكرة الحرب اللبنانية».
وشهد قصر الاونيسكو امس الأول حفل اختتام المشروع بعد عشرة أشهر من العمل المستمر والجماعي. أما الحصيلة النهائية التي توصل اليها المشاركون فيه فتتمثل بعرض الاختلاف في وجهات نظرهم، لكن من دون اختلاف. وتخلّل الحفل الختامي عرض شهادات حية للمشاركين، إضافة الى عرض فيلم وثائقي يشرح أهداف وإستراتيجية المشروع.
وتنقلت المكتبة وفق المرحلة الآتية: في جامعة بيروت العربية، قرر الطلاب المشاركون اعطاء المشروع بعداً بيئياً. وتم انشاء نظام لتدوير الاوراق المستعملة في حرم الجامعة وذلك عن طريق توزيع مستوعبات لجمع الاوراق، الى حملة ملصقات تتحدث عن اهمية اعادة التدوير الى جانب موضوع ادارة الاختلاف وفي جامعة القديس يوسف، قرر الطلاب ان يقسموا عملهم الى جزءين: قاموا في الأول بتجديد الكافيتيريا، اما في الجزء الثاني فجددوا مقر الهيئات الطالبية. وقد تم اختيار هذين المكانين لرمزيتهما بالنسبة لمواضيع التلاقي، الحوار والتنوع. اما طلاب الجامعة اللبنانية، وبسبب حظر كل النشاطات في حرم الجامعة، فتوجهوا الى الدامور لينضموا الى المتطوعين هناك حيث تمت اعادة تأهيل واطلاق مركز للتنوع والحوار اسمه «مدينة متنوعة» Diverse City ليبقى هذا المركز في تصرف Arc en ciel Alef والشبان الذين شاركوا في المشروع لتنظيم نشاطات ثقافية وشبابية.
وكان الهدف من المشروع «خلق نموذج ايجابي لإدارة الاختلاف في لبنان بين شبان وشابات من مختلف التوجهات السياسية، الدينية والاجتماعية». وانضم اليه أربعة عشر متطوعا من الجامعات المذكورة اعلاه، وبدأت المرحلة التنفيذية منه، بالتعاون مع إدارات الجامعات وجمعية «أركانسيال»، في الدامور، حيث تسلم الشباب مسؤولية المكتبة النقالة التي شكّلت منصة للتواصل وتبادل الافكار.
وما هي رسالة المشاركين من خلال الشهادات الحية، بعد عشرة أشهر؟ «المصالحة على المستوى المحلي لا يمكن أن تتحقق الا اذا بدأ الافراد في ما بينهم وضمن بيئتهم، بعلاج اختلافاتهم بطريقة بناءة». فيظهر الفيلم الذي عرض، كيف توصل الشبان والشابات الى تقبل بعضهم البعض بعد جدال مستمر وخلاف كبير.
أسباب المشروع
أشار البيان الترويجي للمشروع إلى أن أسباب نشوئه تعود الى «غياب المصالحة الحقيقية في لبنان». ولفت البيان الى ضرورة «تغيير النظرة إلى القيم وأن تكون هناك قناعة شخصية بضرورة هذا التغيير، حيث من الممكن لمشروع واحد ان يطلق حركة التغيير باتجاه المصالحة». وكان الجزء الاول من المشروع قد تطرق الى مسألة المصالحة ومعالجتها، وقد طبقت مشاريع تنموية اجتماعية بين مجموعتين في جبل محسن وباب التينة وصوفر، إضافة الى مخيم اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا. لكن المتطوعين واجهوا مختلف التحديات في مناطق أخرى من لبنان حيث تبين ان القرارات السياسية من شأنها أن تتحرك او تقضي على جهود الشباب الهادفة إلى التغيير.
فجاء المشروع بجزئه الثاني بعد استخلاص العبر وأخذها بعين الاعتبار لمواجهة قضية تقوية سلطة الشباب عبر الحوار والتسامح كخطوة أولية ضرورية. وفي محيط الشباب وبيئتهم تكمن المشكلة الكبرى التي يواجهونها اليوم في قنوات الاتصال المغلقة والاعتبارات المختلفة التي تمنع الشباب من التلاقي معا، كشريك فاعل في عملية اتخاذ القرار. وكان التحول في الجزء الثاني من المشروع مع هذا الواقع القائم بالتركيز على فكرة «تحقيق الفارق برغم الفروقات» بدلا من ان يكون المشروع قائما على «ذكرى الحرب اللبنانية».
وكان المتطوعون خضعوا لدورات تدريب على أسس التعددية ومبادئها، العمل على ارشادهم وتشجيعهم على نشر الوعي في ثلاث جامعات وفي بيئة اجتماعية مختارة. واستطاعوا من خلالها فتح قنوات التواصل وتعزيز العلاقات الايجابية وتمكنوا ولو بشكل بسيط من إبراز ايجابيات التعددية في لبنان وتجسيدها واقعا، حسب ما أظهرته الشهادات الحية.
Mon | Tue | Wed | Thu | Fri | Sat | Sun |
---|---|---|---|---|---|---|
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |